يونيو 22، 2009

فطرة الشعور التشكيلي




أدهم وائلي
فنان تشكيلي مصري مرهف الحس والشعور كان لايرسم إلا عن إيمان واقتناع ولم يتجه أبداً إلى اللاتشخيصية بل إنه كان يقف من الأساليب التجريدية والمذاهب المعاصرة في الفن موقف المتحفظ . ولد إبراهيم أدهم وانلي في قصر " عرفان باشا " بمحرم بك بالإسكندرية يوم 25 فبراير 1908 بعد عامين من مولد أخيه الأكبر الفنان سيف وانلي .
كان كل شيء في منزله يوحي بالثراء والجمال والفن فبه حديقة غناء ومكتبة كبيرة تضم مراجع بالفرنسية عن حروب " نابليون " وأشعار " لامارتين " وكتب مزينة برسوم الفن الإيراني وعلى الجدران لوحات بالخط العربي والفارسي .



في أكتوبر عام 1929 وصلهم خطاب من البروفيسور " بيكي " يعلن اعتزامه المجيء إلى مصر والإقامة بمدينة الإسكندرية لكي يفتتح مرسماً يستقبل فيه الطلاب ، فكانا أول تلميذين ينتظمان في مرسم الفنان " أتورينو بيكي " يوم افتتاحه في 9 أكتوبر عام 1930 ، ظل الأخوان " وانلي " أربع سنوات متتالية في مرسم الفنان " أتورينو بيكي " الذي لم يعاملهما كطلبة وإنما كأصدقاء وكان يتحدث معهما بعد فترة الرسم عن تاريخ الفن وأشهر اللوحات العالمية كان " بيكي " يفتخر بهم بين فناني الإسكندرية ، وقد ترك " بيكي " الإسكندرية عام 1934 ، وفي حفل الوداع أعلن للأخوين وزميلهما " أحمد فهمي " الذي كان قد انضم إليهما لدراسة هذا الفن أنهم يستطيعون أن يشقوا طريقهم كفنانين .



أدهم وانلي فنان تشكيلي ذو منهج متميز يعتمد على الأحاسيس و المشاعر بدلا عن الرؤية المباشرة ، جمعت لوحاته بين اكتشافات الانطباعية و الرومانسية و حب الطبيعة فنان من وديان الصمت .



يصعب الحديث عن الفنان ادهم وانلي دون ذكر شقيقه الاكبرسيف وانلي الذى وصفه الدكتور نعيم عطيه في كتابه العين العاشقة بفنان الاسكندريه .



في قصره كان يحكي الجد للحفيدين سيف وانلي 1906 وادهم وانلي 1908 الحواديت ، وعلي شاطئ الاسكندريه الجميل يفرح الصبيان بالافق البعيد ويتأملان الصخور بخيالهما حين تتشكل أشكال حيوانات ، غزال واسد وبقرة ، ويتحول لون الصخور الاخضر الغامق ليصبح بنيا ، ويحتضن السحاب عيون الصغير ادهم فيرى فيه اشكالا تتراقص وخيول تجرى ومعارك صاخبه .



واقتصادا في المصاريف تنتقل الاسرة منطقة محرم بك بالقرب من ترعة المحمودية حيث المساحات الخضراء ولون الترعة البني وما فيها من طين وسمك وصوت ناى ، ورجل يجر مركبا بحبل والصغيران يرصدان صورا بصرية بالمدرسة والحارة ورواد المقاهي بشارع البير ، واول من باع لهما الالوان أو بعبارة أصح بقايا ألوان كان يستعملها فنان استرالي .



تعلم الفن بتلقائية وعصامية فلا توجد نقود ويجب أن يعلم من كان مفلسا مثلهما نفسه بنفسه ، العزيمه تروى سطح القماش والحزن في القلب كرة ثقيلة ، صنوف الحرمان لا اخر لها ، وعندما تخرج لوحات الاخوين الي المعارض و تلفت انظار المشترين تحاك المؤامرات ضد الاخوين ويشاع انهما لايبيعان ما يرسمانه ، وتظل اللوحات تتراكم في المرسم دون مشتر ، بينما الحلم يتجدد كل يوم في أن يأتي مشتر غدا وعندما يتحمس لأعمالهما احد النقاد في جريدة يتهم بأنه يتقاضى نقودا من الاخوين لقاء دعايته لهما ومن اين بالله يأتيان بهذه النقود المزعومة والنقود في جيوبهما لاتكفي حتي للالوان ، ويأتي الزوار الى المرسم ويذهبون ، يبدون كلمات الاعجاب ولا يشترون ، حتي كانت اوائل الاربعينات ومن خلال صديق الماني تحقق للاخوين اول بيع للوحاتهما .



كم من سنين مضت اذا قبل ان تنزل الي الارض العطشى قطرة مطر ، ويرحل الفنان ادهم وانلي الي وديان الصمت مبكرا عام 1959تاركا اخاه الاكبر يواجه العالم وقد فقد اعز سند واغلي نصير .



كان الفنان ادهم وانلي فنانا متمكنا من فنه تلقائي التعبيرعن مشاهدته ، فهو انطباعي يلتقط خصائص النور من الموضوع الموجود امامه بأحساس غير عادى وهو لا ينقل عناصر الموضوع الموجود امامه بقدر ما يسجل بسرعة خصائص هذا الموضوع و قيمه اللونية والمعمارية وعلي الرغم من السرعة التي ينفذ بها لوحاته الا انك تشعر بالاناقة والرقة وجمال الانجاز والتوافق في التكوين والقيم اللونية . وقد وصلت اعماله في رسوم الباليه و السيرك إلي مستوى عالمي ، وهي الأعمال التي تقوم علي ديناميكية الموضوع ، مما يحتاج الي قدرات فنية وتكنيكية غير عادية . وفي النهاية لانستطيع ان نقول ان عملهما كان تأثيريا او تجريديا او تكعيبيا ولكن نقول انه كل ذلك أو نقول انهم الاخوين ادهم وسيف وانلي وكفي .



المعارض التي أقامها مع شقيقه سيف بالإسكندرية :


1942 بالمعهد البريطاني بالإسكندرية ، 1945 بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية ، 1948 بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية وكان يضم لوحاتهم عن الباليه وقد أقيم بمناسبة تكريم الممثل الفرنسي لويس جوفيه ، 1949 أتيليه الإسكندرية ، 1952 بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية وكان يضم لوحاتهم عن المناظر الإيطالية ، 1954 بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية حول موضوع مصارعة الثيران ، 1955 اتيليه الإسكندرية عن الباليه والمسرح والأوبرا ، 1957 متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس مرسم الأخوين وانلي ، 1958 بنادي الصيد المصري حول موضوع رقصات باليه البولشوي ، 1958 متحف الفنون الجميلة وكان معرضاً عاماً، 1961 متحف الفنون الجميلة بمناسبة ذكرى مولد أدهم وانلي .


المعارض التي أقامها مع شقيقه سيف بالقاهرة :




1946 صالة العرض بمدرسة الليسيه ، 1950 متحف الفن الحديث بالقاهرة ، 1952 صالون القاهرة حيث عرضا 114 لوحة لمناظر من إيطاليا وفرق الباليه الوافدة من أمريكا اللاتينية ، 1954 صالة كلتورا ، 1955 صالة أتيليه القاهرة .




المعارض الدولية التي شارك فيها أدهم :




1947 معرض أرت كلوب بروما ، 1949 معرض اليونسكو في بيروت ، 1949 معرض مصر فرنسا في باريس ، 1950 معرض بينالي البندقية بإيطاليا ، 1952 معرض بينالي البندقية بإيطاليا ، 1955 معرض بينالي ساوباولو بالبرازيل ، 1956 المعرض الأسيوي الإفريقي بالقاهرة ، 1956 معرض الفن المصري في بكين ، 1956 معرض بينالي البندقية بإيطاليا ، 1957 معرض بينالي ساوباولو بالبرازيل ، 1957 معرض مهرجان الشباب العالمي بموسكو في الاتحاد السوفيتي .




يتم الاحتفاظ بمقتنيات من أعمال أدهم وانلي في متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية ومتحف الفن الحديث بالقاهرة ووزارة الخارجية المصرية والسفارة المصرية في بكين بالصين كما تنشر أعماله في المجموعات الخاصة بالقاهرة والإسكندرية وانجلترا واسكتنلندا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وألمانيا والسويد والنرويج والأرجنتين والولايات المتحدة وله مجموعة في مدرسة الباليه بباريس " رولان بيتيه " وأخرى عند الماركيز كريفاس . توفي في 20 ديسمبر 1959 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق