" جانب من معرض الصور الملونة التي اقيمت لتوضيح الفكرة "
نتفق حين نقول أن القليل ممن يحملون الهوية العربية يفكرون و لو قليل في تطوير وسائل إنتاجهم ، ولما كان المربي سواء في المنزل أو المدرسة هو أهم حلقة من حلقات نمو المجتمع بموازاة الحرية و الأمن الاجتماعي للطفل فأصبح يحمل على كاهله حماية ذلك الطفل من ختان الفكر و العقل و حماية براءته و طفولته و إنسانيته ، فأصبح من الصعب على المربي أن يتعامل مع الطفل بأدوات الماضي وتوجب عليه ابتكار أدوات جديدة تواجه التطور المجتمعي لتحافظ على طفولة أبناءنا . ظاهرة خطيرة تكاد تؤثر على مسيرة حياة فرد ألا و هي التحرش الجسدي بالأطفال هذه الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة و كان على المربي أن يواجهها بكل قوة وبكل ابتكار ، عقود طويلة انتشرت بها هذه الظاهرة و المربين يتعاملون معها بنفس أدوات الماضي و انخلع المربي المدرسي من التدخل في مواجهة مثل هذه الظاهرة و أصبح على المنزل فقط عاتق هذه المواجهة . و إذ تفاجئنا عبقرية و ابتكار القليل من أبناء ذلك الوطن ممن يحملون توجه جديد في مواجهة التخلف و الرجعية ، بتنوير العقول و الحفاظ عليها حتى و إن كانت عقول الأطفال . تطل علينا فكرة جديدة أنتجتها عقلية أخصائية اجتماعية من المناضلين في مواجهة التخلف و الرجعية و محاربة كل ما هو ضد البراءة و الفطرة ، هي السيدة إلهام الحاج ، تطل علينا برأسها و بكل جرأة في طرح و مناقشة موضوع التحرش الجسدي بالأطفال لتزيح عن ذلك الموضوع غبار سنوات مضت من التعتيم على مثل تلك الظاهرة ، تعطي وصفة جديدة أظنها صالحة للتعميم على مستوى مدارس الوطن العربي لمواجهة مثل تلك الظاهرة " التحرش الجسدي بالأطفال " ، إن تجريب الفكرة أظنه أنتج طفل أعتاد أن يقول لا في مواجهة أي خطر يواجهه ، و أن يرفع صوته ضد ذلك الخطر ربما تحميه تلك الكلمة " لا " ، أخيرا أوجه الشكر و العرفان لهذه السيدة التي ابتكرت و طورت من أدواتها لمواجهة واقع مليء بالظواهر السلبية المحيطة بالأطفال و هم أساس عملها ، تحية شكر لهذه المربية المجتهدة .
كتبت إلهام تقول : أصدقائي الأعزاء : ارغب من خلال تلك الملاحظة عرض مشروع تبنيته في المدرسة التي اعمل بها أخصائية اجتماعية تحت عنوان " الاعتداء الجنسي على الأطفال " وتحت شعار " تعلم أن تقول لا " .إن الكثير منا تعرض في حياته للتحرش أو الاعتداء ولو بأبسط صوره أو لنقل على الأقل تعرض لمحاولة اعتداء وظلت هذه التجربة في قلبه وربما لم يخبر احد عنها حتى هذه اللحظة التي يقرأ بها ملاحظتي ، إن الأطفال وعلى مدى أجيال وعصور عرضه للاعتداءات نتيجة ضعفهم ووجود بعض الانحرافات والسلبيات في المجتمع والتي ستظل موجودة بتفاوت لأن البشر ليسوا جميعا أسوياءالكثير من الأطفال يتعرضون لنوع أو أكثر من الاعتداء أو التحرش الجنسي ولا يخبرون احد به و يعانون صراعات مريرة مع آلامهم التي فضلوا التعايش معها على أن يعبروا عنها سواء بسلوك أو شعور يظهر للآخرين ، وهذا الأمر أو السر الذي يعيشون معه يتحول مع العمر إلى ذكريات مؤلمة وعلامة خطر تذكرهم بماضيهم البعيد وعمق ذنب لم يرتكبوه فيلجئون إلى الوحدة والعزلة خوفا من انكشاف أمرهم وماضيهم وبالتالي يتعرضون لمزيد من النبذ والرفض والتجاهل ، وحتى عندما يقرر احدهم طلب المساعدة يكون قد وصل إلى مشكلات اكبر من معاناة الكآبة والقلق ومشاكل في التكيف مع محيطه وعائلته ومجتمعه .. لذا ومن هنا يأتي دورنا كمربين وأهل .. إن نعلم الطفل حدود علاقته بالآخرين وحدود علاقة الآخرين بجسده ، وان نعلمهم أن يقولوا لا بكل ما في الكلمة من قوة وعمق في المعنى .هذه الكلمة تحول الانكسار والضعف إلى رفض وقوه وتجعلك فاعل ومدافع بدل أن تكون ضحية .تعلم أن تقول لا لصمتك تكلم عن ما حدث لك واطلب المساعدة .. تعلم أن تستشعر الخطر قبل حدوثه وتصرخ بأعلى صوتك لا .. هذا خطأ.. لا يجب أن أكون هنا ، لا يجب أن افعل هذا .. لا يجب أن يحدث هذا .
أدوات المشروع : مسرح العرايس ،
حلقات الحوار : يتكلم فيها الأطفال عن تجاربهم في الموضوع
كراسة التلوين : " مجموعه رسوم لمواقف مفترضة ومتوقعه فيها علامات الخط " يلونها الأطفال ويحتفظون بها .
قل لا واخبر والديك في الحالات التالية :
- إذا طلب منك احد يكبرك أن تذهب معه إلى الحمام
- إذا طلب منك احد يكبرك أن تذهب معه إلى الحمام
- إذا أحسست أن احد ما يلاحقك ويتلصص عليك و أنت في الحمام أو تغير ملابسك
- إذا طلب منك احد يكبرك أن تلعب معه وحده
- إذا طلب منك غريب الذهاب معه إلى بيته
- إذا عرض عليك شخص غريب أن يوصلك إلى بيتك حين تنتظر اهلك ويتأخرون
- إذا أعطاك احد ما نقود أو حلوى لكي تذهب معه إلى مكان
- إذا طلب صديق أخوك الأكبر منك أن يأخذك لغرفته ليريك كمبيوتره وهو وحده
- إذا أعطاك البائع حلوى و أشياء بدون نقود مقابلها
- إذا ضعت في الطريق وجاء شخص غريب وقال لك بأنه سيأخذك لأمك
- إذا أخبرك شخص اكبر منك أن لديه حيوانات جميله يريدك أن تلعب معها
- إذا طلب احد الجيران أن يأخذك جولة في سيارته الجديدة
- إذا حاول أي شخص غير والديك أن يلمس جسمك و الأماكن الحساسة
- إذا حاول شخص إجبارك على خلع ملابسك وهددك بان يؤذيك إذا أخبرت أحد
- إذا أحسست أن شخص يتبعك للمصعد أو سوف يصعد معك وتكونان لوحدكما
- إذا طلب سائق الباص أن تنتظر معه حتى يوصل الجميع
- إذا طلب منك السائق الجلوس في حضنه ليعلمك القيادة
- إذا طلب السائق أو الخادم أن تذهب معه إلى غرفته ليريك بعض المجلات
- إذا لامسك أحد ما وهددك بالأذى إذا أخبرت اهلك
- إذا لامسك قريب لك واهلك خارج المنزل
- إذا طلبت منك الخادمة أن تضع لها كريم على جسمها
- إذا دخلت الخادمة الحمام و أنت تغتسل لأنها تريد مساعدتك
- إذا أراد حارس العمارة أن يقبلك أو يعانقك
انتهت .
هذا و سننتظر الكثير من معلمتنا الفاضلة في توجيه و تربية و مراقبة و الحفاظ على أطفالنا ، فكثير من الظواهر السلبية تواجه الطفل في مشوار تكوينه و بناء عقليته و نفسيته ، فهذا واجبنا جميعا الحفاظ على ابناءنا ، و مواجهة أي مخاطر تهدد أمنهم ، فأمن الأطفال هو وسيلة من الوسائل التي سنواجه بها المستقبل الذي يحملونه في عقولهم .
كل الشكر و التقدير للسيدة إلهام الحاج .
شكرا للسيده الهام الحاج على تبنيها مثل هذا المشروع الهام
ردحذفلقد ظل الحديث مع الأبناء عن الثقافة الجنسية لعقود من المحرمات
قد يسأل الأبناء آباءهم عن معلومة تتعلق بالجنس فيتهرب الآباء بحجة أن هذا من الحياء و من المحرمات و يتركون أبناءهم يلتجؤون لأشخاص آخرين الله أعلم ما هي الطريقة التي سيستعملوها لتفسير المعلومةللأطفال
الحوار في مثل هذه المواضيع أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى خصوصا و أن الابناء محاطون بكل ما يثير غرائزهم بدءا بالفضائيات فالشارع الذي لم نعد نسمع فيه الا العنف اللفطي الذي يخدش الحياء
أعان اللهالسيدة الهام على اتمام مشروعها بما يضمن لأبنائنا تجنب كل من يحاول الاعتداء بالفاحشة عليهم
و شكرا لأحمد على تشجيعه لهذا المشروع
شكرا على الاهتمام بمثل هذه المواضيع
ردحذفنعم تعليم الأبناء أن يقولوا لا هي طريقة تبنى بها ارادتهم.
أعان الله السيدة الهام على مشروعها القيم
( ليلى العود--تونس--)