يناير 26، 2010

منتخب من آراء المناضلة ليلى خالد

ليلى خالد المناضلة اليسارية

حملتها النكبة مع من حملت من حيفا إلى بلاد الشتات وكانت طفلة ، و على أرض الجنوب اللبناني كانت نشأتها وملعب صباها ، حملت همّ القضية المركزية منذ بداية الوعي كعقيدة دافعت عنها ، تتلخّص في حق الشعب الفلسطيني بالأرض و الحرية و تقرير مصيره كشعب له وطن و جذور و تاريخ على أرضه وفي محيطه . كثيرات من النساء العربيات عايشن مرحلة المدّ الوطني والقومي العربي ، و مرحلة نضال ليلى خالد ، و اعتبرنها مثلهن الأعلى في منهج النضال . ليلى خالد .. اسم ما فارق ذاكرتنا ، كانت و مازالت تمثّل أمام المخلصين والمناضلين نموذجاً فريداً في الشدّة والصمود والتصميم ، و لعلّ أول ما يخطر في بالي الآن و أنا أستعيد تلك الصور المجيدة التي أذكت فينا مشاعل الأمل بالرجوع إلى مرابعنا ، وتحقيق ثوابتنا الوطنية ، و ما نتابع الآن المجريات على الساحة العالمية و بما يخصّ قضيتنا
ليلى خالد مناضلة فلسطينية ضد الإحتلال الإسرائيلي ، اتخذت الاسم الحركي شادية أبو غزالة تيمناً بأول مناضلة فلسطينية تسقط شهيدة بعد حرب 1967 ، من مواليد مدينة حيفا شمال فلسطين العام 1944 وعضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تعتبر أول امرأة تقوم بخطف طائرة ، في آب / أغسطس 1969 حيث قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية و تحويل مسارها إلى سورية ، بهدف إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين ، و لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية . و بعد فترة قامت بخطف طائرة أمريكية التي هبطت في لندن وألقي القبض عليها و أفرج عنها بعد ذلك ، ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا عام 1944 حيث كانت لا تزال تحت الإنتداب البريطاني و أثناء حرب الاستقلال قام غالبية سكان العرب بما فيهم عائلة ليلى باللجوء إلى مخيمات في لبنان . و في 15 من عمرها إنضمت مع أخيها إلى حركة القوميين العرب المؤسسة من طرف جورج حبش . التي ستصبح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سنة 1968 ، في بداية 1969 إنضمت إلى معسكرات تدريب تابعة للجبهة الشعبية في الأردن . في 29 أغسطس 1969 قامت ليلى بمساعدة سليم العيساوي بخطف طائرة ركاب أمريكية للرحلة رقم 840 التي تصل خط لوس انجلوس / تل ابيب . حيث قاما بالطلوع إلى الطائرة عند مرورها من روما حيث بعد مرور نصف ساعة بعد صعودهم للطائرة قاما بتغيير مسار الرحلة إلى دمشق بسوريا حيث قاما بإخراج الركاب الـ 116 و بتفجير الطائرة ، وقامت ليلى بخطف طائرة مرة بعد محاولة لتغيير ملامحها عبر عملية جراحية تجميلية في 6 أيلول / سبتمبر 1970 . توجهت إلى فرانكفورت مع المناضل النيكاراغوي باتريك أرغويلو ، هذه المرة لخطف طائرة « العال » الإسرائيلية كجزء من عملية مركبة لخطف ثلاث طائرات ، واحدة في زيوريخ و أخرى في أميركا . انتهت العملية بكارثة ، تخلف رفيقان لليلى عن الحضور ، قتل أرغوليو بإطلاق رصاص و سقطت هي أسيرة لدى سكوتلانديارد . مضى شهر قبل إطلاق سراحها بعدما خطف رفاقها طائرة " بان أميريكان " للضغط من أجل إطلاق سراحها . في 1 أكتوبر قامت الحكومة الريطانية بإطلاق سراحها في عملية تبادل للأسرى . و في السنة التالية قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتخلي عن أسلوب خطف الطائرات و استخدام وسائل أخرى للمقاومة ، تشغل حاليا منصب القيادة في المكتب السياسي للجبهة الشعبية ، أم لطفلين و اليوم تعيش مع زوجها في العاصمة الأردنية عمان .

ـــــــــــ

بعض من آراءها

I

تعتمد وسائل النضال على الوضع الذي يعيشه أي شعب ، وهناك أسلوبان . الأول و يتمثل بالثورة المسلحة و الإنتفاضة الشعبية . الثاني و يتمثل بالطريق السلمي الديمقراطي ، في الحالة الفلسطينية ، فالصراع تناحري مع العدو الصهيوني ، و عليه الأسلوب الأول هو المجرب تاريخياً ، و هو حق طبيعي للشعوب التي تخضع تحت الاحتلال . و قد كلفت القوانين الدولية و ميثاق الأمم المتحدة هذا الحق للشعوب ، و المعادله الطبيعية هي ، حيث يوجد احتلال توجد المقاومة ، ربما تتبدل الأساليب التكتيكية فـي النضال لكن الأساس هـو أن العنف الرجعي " الإحتلال " لا يواجه إلا بالعنف الثوري " المقاومة المسلحة " و قد أثبتت تجارب الشعوب عبر التاريخ هذه النظرية ، و إذا كان المقصود الآن في تغير المقاومة تبرير التغير الجذري باستبدال وسائل النضال بما يضرب الثوابث الوطنية و الأهداف فإن هذا ضد المنطق جملة و تفصيلاً ، فهناك ثوابت في النضال لا تتغير لكن الأساليب لممارسة هذا النضال يمكن تغييرها حسب الظروف الذاتية و الموضوعية للصراع نفسه ، و لمزيد من الوضوح ، لا يمكن للإحتلال أياً كان نوعه أن ينتهي من خلال المناشدات و المطالبات و المفاوضات التي تؤدي إلا تنازلات عن الأهداف بل عندما يشعر المحتل أن كلفة احتلاله أصبحت عالية لدرجة لا يمكن تحملها ، إن أقرب مثال على ذلك ما حصل في الجنوب اللبناني ، فالمحتل الإسرائيلي لم يرحل إلا تحت ضربات المقاومة المسلحة ، إن تجربة فيتنام هي دليل ساطع آخر على أن أن الكفاح المسلح كأسلوب لحل الصارع بين المحتل و الشعب الواقع تحت الإحتلال هو الأسلوب الناجع و الذي يحقق أهداف الشعب بالحرية والسيادة .

II

من الصعب إيجاز وصف المشاعر في مرحلة معينة كمرحلة الكفاح المسلح ، لكن يمكنني القول أن هذه المشاعر هي إنعكاس لحالة الوعي للظلم و المعاناة التي نعيشها و التي عشناها و لكن هناك لحظات ما زلت أذكرها وأنا في طريقي الى الطائرة المنوي اختطافها في مطار روما ، إذ عندما كنا بانتظار الخروج لركوب الباص إلى الطائره رأيت طفلة في العاشرة من عمرها وقد كتب على قميصها ” لنكن اصدقاء “ استوقفتني العبارة والطفلة في آن معا . وددت لحظتها أن أقول لا ، كم أتمنى لو نكون اصدقاء فنحن نحب الشعوب ، و أنا شخصيا أحب الأطفال ، واسترجعت بذاكرتي في تلك اللحظة شريط المعاناة التي عانيتها شخصيا في طفولتي و معها ذكريات مريره لأطفال شعبنا الفلسطيني في مخيمات البؤس بعد نكبة 1948 . تمنيت تلك اللحظة أن أنقل لهذة الطفلة هذه الذكريات لأقول لا إنني مضطرة للقيام لعمل لتسمع العالم صوتنا ، صوت أطفال الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال و صوت اطفال الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء ، بطبيعة الحال كان مـن الصعب أن اقول ذلك لتلك الطفلة في تلك اللحظة ، لحظة أخرى انحفرت في ذاكرتي عندما حلقت الطائرة فوق فلسطين لحظتها رأيت وجة أبي المتوفى متبسما وكأنه يقول لي : الله معك و يحميك إنك تحققين حلما لم أشهده . فاستذكرت كيف أن أبي انتظر ثلاثة أيام بلياليها على بوابة مندلبوم في القدس 1964 ليلتقي والدته التي بقيت في فلسطين ولم يراها علما أنه قد حصل على تصريح للقائها ، و توفي والدي و لم يلتق أمه التى لم تعرف بموته ، أما في العملية الثانية 1970 عندما كنت على طائرة العال والرفيق الشهيد باتريك اورغويللو و قبل المباشرة في محاولة اختطاف الطائرة أبلغني باتريك بأنه جائع ، فقلت له بعد قليل ستكون الطائره على حسابنا وستأكل ما تشاء ولكن استشهد على الطائره . وهذا قد سبب لي ألماً شديداً فيما بعد ، إذ بقيت مدة أسبوع لا يمكنني تناول أي طعام ، و كنت محتجزة في لندن ، وعندما أُحضر لي الطعام أجهشت بالبكاء ألماً و حزنا على الرفيق باتريك الذي مات و هو جائع ، هـذه بعض اللحظات التـي صاحبت تلك العمليات .

III

إن اختطاف الطائرات كان أسلوبا تكتيكياً استخدمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بداية الثورة المسلحة وكان هذا الأسلوب يستهدف طرق إسماع العالم عن القضية الفلسطينية ، بمعنى أن يتساءل العالم ، من هم الفلسطينيون ، ذلك أنه العالم تعامل مع الفلسطينيين كلاجئين بحاجة لمساعدات إنسانية ، و لم يتم التعامل معنا كقضية شعب وأرض . كما استهدفت هذا الأسلوب محاولة إطلاق سراح المعتقليين من السجون الإسرائيلية . و لكوني عضواً ملتزمة بالجبهة الشعبية فقد كنت أنفذ أية مهمات تطلبها مني قيادتي و ليست المسألة خاضعة لمزاج أي واحد منا
والجبهة الشعبية قد توقفت عن هذا الأسلوب 1970 بقرار من اللجنة المركزية للجبهة و بالتالي فإن المهام التي أوكلت لي بعد ذلك قد تنوعت ، العمل التنظمي و العمل الجماهيري و الإعلامي و غيره .

IV

برهن الشعب الفلسطيني عبر تاريخ النضال الذي ما زال يخوض منذ قرن من الزمن أن أية محاولات لجعله يتنازل عن حقوقه قد باءت بالفشل . فالثورة المسلحة التــي واجهت كافة المحاولات العسكرية والسياسية لتصفيتها قد راكمت خبرة إضافة للشعب الفلسطيني في الصــراع ضد معسكر الأعـداء . وما الإنتفاضة الأولى 1987 ، و الثانية 2001 إلا أدلة واضحه على تصميم الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه ، وعلى الرغم من توقيع إتفاقات أوسلو 1993 إلا أن الصراع اتخذ شكلاً دموياً بعد عشر سنوات على هذه الاتفاقيات . و تجري محاولات محمومة لجر الشعب الفلسطيني الى الإستسلام للمخطط الصهيوني – الأمريكي و المتمثل بإنهاء المقاومة و التسليم بهذا المخطط الذي يعطي العدو الإستمرار في مخططه الهادف الى السيطرة التامة على الأرض و منع تحقيق عودة اللاجئين إلى ديارهم في ضوء القرار الدولي 194 ، إذن فإن هذا الصراع سيستمر بأشكال و أساليب مختلفه من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة و تقرير المصير و إقامة الدولة المستقلة و عاصمتها القدس على ترابه الوطني ، لكن الأساس هو الصمود في وجه السياسات الإرهابية التي تنتهجها قوات الإحتلال ضد شعبنا ، ثم المقاومة التي ترفدها أشكال أخرى جماهيرية و دبلوماسية ، إن البعد العربي لهذا الصراع يستدعي تفعيل دور الجماهير العربية و قواها الحية في إسناد نضال الشعب الفلسطيني ، ومواجهة النظام العربي الرسمي الذي يلعب دوراً متواطئاً مع القوى المعادية . إن قلب المعادلة لصالح شعبنا يحتاج الى تعزيز الدور الدولي بإنشاء شبكة علاقات مع قوى التقدم و الديمقراطية في العالم لتشكل بدورها عاملاً ضاغطاً على حكوماتها لتغيير موقفها بما يخدم نضالنا . و تلخيصاً أقول ، إن العامل الذاتي هو المحرك الأساسي للتغيير في العامل الموضوعي .

V

طرحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين موقفاً واضحاً معارضاً لإتفاقات أوسلو و كل ما لحقها من مبادرات مثل خطة تينت و ميتشيل و آخرها خارطة الطريق ، إن البديل الذي طرحناه يتمثل في خطين ، الأول : إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة إحياء دور " منظمة تحرير فلسطين " بمؤسـساتها و دوائرها بحيث تشارك كافة القوى بها على قواعد ديمقراطية تضمن مشاركة الجميع بإتخاذ القرار , ومن هذا المنطلق شاركت الجبهة بالحوارات الفلسطينية في القاهرة ، الثاني : اعتماد برنامج المقاومة في مواجهة الاحتلال ، و لذلك لا نرى أي تناقض في موقفنا من المشاركة في حوارات فلسطينية – فلسطينية على قاعدة معارضتنا لكل الإتفاقات التي ثبت فشلها في تحقيق الحد الأدنى من حقوق شعبنا
إن رؤيتنا لهذا الصراع أنه تاريخي و شامل ، فالعدد الذي نواجه ليس قوة عسكرية محتلة . بل هو عدد استيطاني – إجلائي يتنكر لحقوق شعبنا ، هذا العدو المتمثل بالحركة الصهيونية بجانب الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة : سياسياً – عسكرياً و اقتصادياً يحتاج إلى معسكر مقابل يمتلك عوامل قوة تمكنه من الإخلال بميزان القوى على كافة المستويات ، إن حسم الصراع لصالحنا لن يتم بالضربة القاضية بل بالنقاط ، ذلك أن هذا العدو يمتلك من أسباب القوة لا تضاهيه قوة مقابلة من الناحية العسكرية أو الأمنية أو التقنية ، لكن وحدة الإرادة و العمل المستندة الى برنامج مقاوم لقوى الشعب هي الأساس في هذا الصراع و المرتبط ببعديه العربي والدولي . فالعدد يعمل على عزل نضال الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي واتهامه أمام العالم بأنه عمل إرهابي ، إننا بحاجة إلى التوقف لإجراء مراجعة شاملة لكافة السياسات التي تم انتهاجها للوصول إلى برنامج تلتف حوله الجماهير وتناضل على أساسه . فالداخل االفلسطيني يحتاج إلى التوحد من ناحية و من ناحية أخرى تحشيد قواه لمقاومة المحتل ، و الخارج الفلسطيني مدعو لتحشيد قواه لدعم المقاومة و إعلاء الصوت على مستوى العالم لموضوع حق العودة . و لطالما هناك طفل يحمل حجراً يلقيه على الدبابة الإسرائيلية في أي من مخيماتنا وقرانا ومدننا الفلسطينية ، فإنما يدل ذلك على صراع الإرادات بيننا وبين هذا العدو . و حتى الآن لم يعض الشعب الفلسطيني أصابعه ، بل ما زال مؤمنا بقدراته على النصر . ما نحتاجه هو قيادة ثورية ترى في قوة الجماهير و طاقاتها إمكانية الإستمرار بالنضال حتى تحقيق الأهداف بالرغم من كل المعاناة و التضحيات التي ما بخل الشعب يوماً على تقديمها . و قوافل الشهداء ، و الالاف المعتقلين في السجون و الالاف الجرحى إنما دلالة كبيرة على قوة التحمل والقدرة على الاستمرار .

VI

ما زالت المحاولات جارية عبر قنوات متعددة و عبر أشكال مختلفة ، سواء بالحوار أو الضغط الجماهيري لإطلاق سراح المعتقليين في سجن أريحا وفي مقدمتهم الرفيق احمد سعدات ورفاقه و الأخ فؤاد الشوبكي .هناك وعود من طرف السلطة بإطلاق سراحهم واعتقد أنه سيتم ذلك قريباً .

VII

خلال حوارات القاهرة أعلنت الجبهة تحفظها على موضوع التهدئة بدون مقابل سياسي و في مقدمة هذا المقابل إطلاق سراح المعتقلين من السجون الإسرائيلية و التوقف عن بناء الجدار و توسيع المستوطنات ، و ها هي الأحداث تبرهن كل يوم على أن التهدئة المجانية من الطرف الفلسطيني تعطي العدو فرصة أخرى لطلب المزيد من التنازلات يرافق ذلك الإستمرار بسياسة القتل للمقاومين ، و الاستمرار بزج المئات في السجون ، و الإستمرار في مصادرة الأراضي و بناء جدار الفصل العنصري و توسيع المستوطنات ، إن أية تهدئة هي موقف سياسي في مجرى الصراع و من الناحية المبدئيه فهي مشروعه إذا ارتبطت بموقف سياسي من الطرف المعادي ملتزم بشروط هذه التهدئة . أما أن تقدم التهدئة كهدية مجانية فهذا ما لايتناسب مع الوضع الذي نعيشه .

VIII

إن إيقاف تهديد المتطرفين الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى لا يمكن من خلال بيانات الشجب والاستنكار ، بل لا بد من إتخاذ إجراءات عملية من قبل منظمة العالم الإسلامي و كافة الهيئات لحماية المقدسات ، إن أول هذه الإجراءات هي دعم الشعب الفلسطيني الذي ما زال حتى اللحظة يواجه كافة المحاولات لاقتحام المسجد الأقصى . و ثاني هذه الإجراءات التحرك على مستوى العالم لفضح السياسات الإسرائيلية و حشد الدعم ضد هذه السياسات ، للوصول بهذه الحركة إلى الأمم المتحدة لإتخاذ قرار دولي بحماية المقدسات .

IX

الهاجس الكبير الذي يشغل بالي هو الكيفية التي نطور به نضالنا و الاستمرار به حتى نهاياته ، فهذا الأمر أمام الصعوبات و العقبات التي نواجه يحتاج إلى شحن العقل الجمعي الفلسطيني و العربي لاستنباط برنامج عمل يستند إلى المتغيرات العربية و الدولية لمواجهة التحديات التي تنتصب أمام أمتنا . إننا في عصر العولمة نحتاج للسرعة في العمل ، و إلا فالتاريخ لا يرحم الأمم التي تتأخر عن مواصلة التقدم و التطور .

X

إن حضارات الشعوب قد تفاعلت عبر التاريخ بشكل ايجابي أكثر منه سلبي ، فعلى الرغم من كل الحروب التي شهدها التاريخ فإنما من أجل المصالح لهذه الدولة أو تلك . أما الحضارات فهي نتاج لتجربة الفكر والإبداع البشري . و عليه فحوار الحضارات لا يشكل خطورة على ثقافة اي شعب او على ثقافتنا بشكل خاص . فلكل شعب أو أمة خصائص اكتسبتها عبر تاريخ تشكلها و تفاعلها مع المحيط ، و الحراك الثقافي أحد أشكال هذا الحوار فهو الوسيلة لحفظ الذاكرة الوطنية للشعوب و هو أحد عوامل النهوض للأمم بل أكثر من ذلك هو المحرك لاستمرار النضال . إذ بدون الحراك الثقافي المستند إلى تاريخ أمتنا و المستفيد من دروسه ، فإن أي نضال معرض للسقوط او الإنتهاء دون تحقيق الأهداف ، و لا خوف على إختراق ثقافتنا ، فما زالت ثقافة المقاومة محركاً و دافعاً قوياً ، فمن لبنان إلى فلسطين إلى العراق بقيت هذه الثقافة هادياً للمقاومين والثوار ، و نجد هذه الثقافة في أدبنا ، رواية و شعراً و فنون مختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق