ديسمبر 15، 2009

ليسقط كل الحكام العرب



رسالة جميلة بو حيرد


إلى السيد رئيس جزائر أردتُها مستقلة

سيدي ،

أسمح لنفسي بلفت انتباهك إلى وضعيتي الحرجة، فتقاعدي ومعاشي الضئيل الذي أتقاضاه بسبب حرب التحرير لا يسمحان لي بالعيش الكريم، وكل من البقال والجزار والمحلات التي أتسوق بها يمكن لهم أن يشهدوا على القروض التي يمنحونها لي. ولم أتخيل يوما أن أعزز مداخيلي بطرق غير شرعية أصبحت للأسف منتشرة في بلدي.أنا أعلم أن بعض المجاهدين الحقيقيين والمجاهدات يعيشون نفس وضعيتي، بل أسوأ منها، وأنا لم أقصد تمثيلهم بهذه الرسالة، ولكن من خلال موقعكم لا تستطيعون ولا تريدون معرفة فقرهم وحاجتهم.هؤلاء الإخوة والأخوات المعروفين بنزاهتهم لم يستفيدوا من شيء، والرواتب التي تمنح لهم لا تتجاوز المستحقات التي تمنح عامة لنواب المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وكذا ما تتقاضونه أنتم وكل الذين يحومون حولكم.... See Moreوبناء على هذا، أطلب منكم أن تتوقفوا عن إهانتنا وعليكم أن تراجعوا معاشنا الضئيل، وذلك حتى نُكمل الوقت القليل المتبقي لنا في هذه الحياة بما يتناسب مع الحد الأدنى من الكرامة.

مع تحياتي الوطنية

جميلة بوحيردالجزائر في 09 ديسمبر 2009

إخواني وأخواتي الجزائريين الأعزاءإنني إذ أتوجه إليكم بهذا الخطاب اليوم، فذلك لكونكم تمثلون هذا الشعب المتنوّع والدافئ والمعطاء الذي أحببته دوما. واليوم، أجدني مضطرة لطلب مساعدتكم.اسمحوا لي أولا أن أقدم لكم نفسي: أنا جميلة بوحيرد التي حُكم عليها بالإعدام في عام 1957 من طرف المحكمة العسكرية في الجزائر العاصمة.إنني أجد نفسي اليوم في وضعية حرجة، فأنا مريضة والأطباء طلبوا مني إجراء 3 عمليات جراحية خطيرة وجد مكلّفة لا يمكنني التكفل بها، سواء تكاليف الإقامة في المستشفى والعمليات الجراحية والعلاج والدواء والإقامة في فندق، حيث لا يسمح لي معاشي الضئيل والمنحة التي أتقاضاها بسبب حرب التحرير بالتكفل بكل هذه النفقات.ولهذا، أطلب منكم مساعدتي في حدود إمكانياتكم.وقبل أن أنهي رسالتي، أريد أن أشكرك بعض أمراء الخليج العربي الذين أعتبرهم إخواني من أجل سخائهم وتفهمهم، حيث عرضوا علي بعفوية وكرم التكفل بكل النفقات العلاجية، لكنني رفضت عرضهم.

مع تشكراتي لكل الأخوات والإخوة الجزائريين وحناني الأخوي.

جميلة بوحيرد


حياة جميلة


جميلة بوحريد ( 1935 في حي القصبة ، الجزائر العاصمة ) هي مجاهدة جزائرية تعد الأولى عربياً،إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن الماضي.


كانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1. تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب من صعق كهربائي لمدة ثلاثة أيام بأسلاك كهربائية. تحملت التعذيب ولم تعترف على زملائها ثم تقرر محاكمتها صورياً وصدر ضدها حكم بالإعدام وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك" أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء عام 1962.


كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا لكنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أًمُنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية.
انضمت بعد ذلك الي
جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها.
من داخل المستشفى بدأ
الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفوق لتقول الجزائر أُمُنا.
وحين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام
1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الإستنكار من كل أنحاء العالم.
تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي.


كلمة


السيدة العظيمة جميلة بو حيرد

تحية إجلال

و بعد

أشعر بمهانة عظيمة أمام كلماتك التي أرسلتيها إلى حاكم عربي من الحكام الذين باعوا كل شيء حتى عوراتهم للغرب .

بوتفليقة سيدتي مثله مثل كل الحكام العرب خانوا شعوبهم و أوطانهم - يحكمون بقوة المال و بقوة الجيوش الموالية لهم - يحكمون بقوة الشرطة التي هي في الأصل من أجل الشعوب - يحكمون بقوة جهل الشعوب التي فرغوها من عقولها - يحكمون بقوة القمع الذي مارسوه ضد كل أصحاب العقول و ضد كل الأحرار .

أشعر بمهانة أن تخرج أول مناضلات العرب في العصر الحديث على الإطلاق السيدة التي طالما تغنينا بمجدها و عظمتها لترسل مثل تلك الكلمات لحاكم من المفترض أنه وصل لمنصبه على عنق سيدة كانت أحق بحكم الجزائر . هي التي أفنت عمرها لترتفع إلى السماء الجزائر أمنا ، يا سيدة جميلة أشعر بالخزي أمام هامتكِ و أشعر بتدني عروبتنا أمام رسالتك .

يا كل أحرار الجزائر ،

لتفهموا مضمون رسالة جميلة التي لم تعد تقوى على حمل النضال من جديد ضد الظلم و الاستعباد و القمع ، هي لم توافقق على دعم أمراء الخليج لأنها منكم ، تريدكم انتم شرف لها و شرف لكم - السيدة العظيمة جميلة من بين السطور تعلن تمردها على النظام الحاكم و تنادي على شعبها الذي ناضلت من أجله بأن يناضلوا الآن من أجل أنفسهم .

السيدة جميلة بو حيرد ، تحيا روحك و تحيا هامتكِ و لتسقط كل رؤوس الحكام العرب أمامك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق